قصيدة في ليلة



في ليلة عاصفة
اجتاحني برد قارص


جمد اطرافي الواهنة
وسكب فيّ المرض بجفاء


فحلقت مع الطير ونفسي وجلة على حياء


ودموع القمر البهي
علي منهمرة من اعالي السماء


واليأس محيط بوجداني البائسة بخفاء


فأنست مسرى القدر باكية ناحبة
على مصابي الجلل بانزواء


وحيدة طالما كنت ابكي وحدي بخشوع
وامواج البحر تداعب قدميّ بعناء


حين تذكرت غياب الحبيب غادرني الصفاء


صارت عيني دامعة ببكاء


فما أقسى بعد الحبيب عني والارزاء


وما أصعب هذا الفراق البائس والوحدة والانزواء


ففي ليلة عاصفة


خمدت نيران بركان ثائرة
احرقت اصابعي بجفاء
واوهمتني بنبذ الحبيب لي بعناء


فشعرت بوحدة ومرارة واعياء
فغرقت في نوم عميق
ثم شعرت بلهيب نور شمعة
ازدهرت بحياتي بأضوائها الساحرة


فالأرض من حولي كأنها تعانقني
و تحكي عن خفايا السماء


والشمس من فوقي ترميني
بأشعة من نار و ضياء


فتلك أقلامي تحتاج لأوراق بيضاء
كي تدون مشاعر قلبي بهناء
و تشعر بمعاني الحياة بغناء


هاهي الدموع من عيني
تنهمر كما أمطار الشتاء


وتهمس بصوت خفيض
: هيا يا أيام أنقذيني من هذا الشقاء


وتلك ارضي الخضراء
سواها الخالق الجبار


من جمال خلاب
ينسيني سنين الأرزاء


فتلك نجمة مضيئة فسبحانك ربي
يا من سويتها للعين أضواء


قد سرق القمر من شمسي الضياء


وراح متجولا في الليالي الظلماء


كأمير قد سئم حياة الأغنياء


واراد بجد ان يصير من الفقراء


والتقى مصادفة بنجمة دكناء


فرافقته طول المسير وسألته عن المصير بذكاء


فاحتقن وجهه وتعبت ملامحه الوضاء


وانسحب متواريا في الفضاء


فهيا يا أقلام اكتبي عن أيام الهناء


عسى الليالي تنجلي من البال برجاء


هيا يا أوراق مدي لي بضعة اسطر
كي تزهر حياتي الدكناء


من تاليف مجدولين