قصيدة ليلة ماطرة
في ليلة ظلماء
كنت بسلام نائمة
وقطرات المطر الباردة
تضرب النوافذ بقوة عاتية
فآنت بألم شاهقة
وحدقت بي بعيون باكية
فسحبتني الرياح معها
في جولة خيالية
وأخذتني إلى الغابات الساكنة
وأسقطت نفسي
في جداول المياه الدافئة
فرأيت شعاع مضيء
سحر عيني بأجراس باهيه
فاقتربت بخطوات فاترة
فأبصرت حورية النهر الصافية
تستحم بمياهها اللؤلئية
وتعزف ألحانا هادئة
أطربت اذاني هامسة
فشعرت برغبة بالبكاء
والمطر من حولي منهمر
كدموع ساخنة
وصوت الرعد مدوي
كإعصار من مشاعر ضاربة
وبرق يخطف الأبصار
بأضوائه الباهرة
فها أنا ذا أحدّق في المطر
وهو يلتهم النافذة العالية
والليل يتدفق نهراً
من الظلال الراكدة
أحدِّقُ كما أفعل منذ ألف عام
وللمرة الأولى
أرى أشباح الماضي
بوضوحٍ أمامي عائدة
وهي تتابع حياتها الهانئة
خارج عزف الرياح باكية
أفتح النافذة
وأمد يدي إليها
فتضمها بأصابعها الدخانية
وأمضي معها خاوية
إلى الغابات الفانية
نتسامر بحكايات الجميلة
من خارج الأزمنة الباردة
من تأليف مجدولين