[rtl]قصيدة أغنية الشتاء
عاد الشتاء وبأمره أتت الغيوم السوداء
اختبأت الشمس وذهب النور
و اختفى الضياء
أرعدت السماء
و زمجرت البروق وفقد النقاء
اصطف الغمام وتقارب بانتظام
ليشكل بوابة وراء الأزمان
عندما انجلى قمري أظلمت السماء
وانسحب من فوره السحاب
وهاجر إلى ألا مكان
بعيدا عن الأصحاب
وبكى البدر في السماء
دمعه كان غزير
مطر مطر مطر
شلال من أمطار
قد غمرت المكان
و أنا انظر من نافذتي الزرقاء
عساي أبصر أمواج بحر الصفاء
وستائر نافذتي قد تبعثرت
في هذا المكان
فإلى أين السبيل يا إنسان
وقد تاه قلبي في الأحزان
ضاع قلبي يا إنسان
في هذا الزمان
سيستحوذ علي الهم في أحيان
فبدا اللسان بنظم الشعر
وامتلأ الدفتر بالكدر
وحلق الطير في السماء
جريحا منكسر البال
مبعثر الآمال
في دنيا من خيال
قد غنى المطر
أنشودة السماء وأهداها للقمر
قد عزف الريح لحن القدر
ومضى يسابق موج البحر
في هدوء وبكاء الطير
قد غرق الفؤاد بالقهر
وتجلى همه على الوجه
ففاض الدمع ولطخ الدفتر
ألوان الحبر
قد ملئ نفسي السرور
واختفى الكسر على مدى الدهر
و صرت في سرور وحبور
قد حلقت بين أسراب الطيور
إلى الوطن
وامتلأ قلبي بفرحة
دامت إلى مطلع الفجر
وطفق الطير يعزف للعمر
أغنية المطر
قد صارت نفسي في حبور
فعدت في وفاء لذكرى البدر
وكتبت بالحرف أغنية القمر
فحين تبكي السماء
فاعلم أنها دموع ذاك القدر
الذي رماني جثمان للقبر
وسلب مني أجمل لحظات العمر
وروحي فاحت بعبير الزهر
فيا قدر لا تجعلني أعاني الكدر
فنفسي منهارة وستصطدم سفن
البحر بالصخر
فلا تجعلني لعبة بين يدي القدر
تتقاذفني أمواج البحر
كالكرة في ليال السهر
فحياتي في انهيار
فاترك لي حق الاختيار
كي أفنى بارتياح الضمير
وأكون قد قررت المصير
لا تترك جثمانا كسيرا
وادعي أن يرحمني القدير
ولا يتركني في تكسير
صرخات تتعالى للمطر الحزين
أتراه يطالب مثلي بعفو الرحمان؟
أم أن هذه بعض أسرار الكيان و الأنين؟
أريد أن أتعلم الصمود
في وجه رياح القدر
و أن أكون كالشجر
لا يحركني إعصار
لا أريد من همس الحنين
إن يظل مرتبطا بذكرى الوطن
أريد أن اهجر الألم والأنين
وارحل إلى رب اليقين
ففي قوافي الشعر
قصائد السحر
تروي سنين العمر
وتغدو الكلمات مغمورة بالنور
و وهج شمس وضاءة كضياء القمر
تعزف لحن الجنون في السّحر
فتلك دنيتي يا رفيقة العمر
من تأليف مجدولين
[/rtl]