قصيدة الام الغابة

قصيدة ألام الغابة

قد مضت الأيام حزينة

تشتكي للدنيا فناها

وأشجار الغابة العالية

تعرّت من وراها

في برودة وجمود

وصقيع شتاها

وهاهي الازهار العازفة

قد بدات في غناها ‏

والنهر منسابٌ بصفاء ‏

في شكواها

والاطيار قد جهزت ببكاء

وحزن لسفرها

و الغيم مستمع بشيد

من احلى حكاها

فالغابة في حسنها

كنز معطاء

تبدو خلاله

المياه رعناء

لوحة نضِرةْ‏

من جمال غنّاء

عصفورة ملّتْ

من الترحال ‏

فأسرعت للديار

تختبئ في حماها

ها هنا عشُّها

يرجو دفاها

ثمارْ‏ من الجنان العالية

ذلك هو رزقها

في المدرسة

قد تساءل الرفاقْ

عن جمال فضاها

فهو يبدو قادر

على احتوائها

احبّ أن اكون

قادرة على الطيران

‏ في سماها

غاباتنا تمتدّ

في أفاقها

‏ كعالم واسع كبير

ظل شجرها

ونفسي تضيق وتصغر

باحثة عن فرحها

كأن الدروب أمست

غريبة عني

في اواخر شهورها

ولحظات عمري

تائهة عني باحثة

عن مسرة وحبورها

كان الغابة قد قررت

عزف بحبي أناشيد طيرها

وعيني باكية دامعة

في خشوعها

و موج نهرها

يسير تتابعه سطورها

وبركين يأس قلبي

مستمرة في عيصانها

كأن حياتي

أمست كلها مأساة

في ثنايا ضبابها

وقلبي أضحى من الهم

في حزن وكسورمغطى

تحت لوائها

كأن الدنيا قد غدت كئيبة

في فلك تدور

ممتدة لعمقها

وحضن السماء

لم يعد لي في امنها رجاء

سكون تحت ستار قمرها

فيا أيها الأحبابْ من هنا

تبتدئ مسيرة سنونها ‏ ‏

وهنا ينتهي القلب مدفون

بين موج بحورها

فهذا هو

الجوابْ‏ لسؤالها

فالأشجارْ‏ عارية في مساها

ترتجف في برد شتاها

الكآبة والشجون محيطة بها

كأن مهد الدنيا

ضاق على نفسي في جمودها

وحال نفسي قد عزفت

في باس نغم شجونها

فروحي قد صارت

غارقة في حزنها

وحيدة باكية في سجون ظلامها

دامعة هي عينيها

سجون الغربة والوحدة

قد تجلت في رزؤها

وكسور قد تمطت في صدرها

كأني قادرة على الطيران

بسكون في جوها

والقلب قد ملئ أسرار

من هموم وظنون قد اخفتها

كان السماء قد احتلتها

ببياض غيومها

وصار لي معبر وجسور

لأرض سلامها وامانها

كأني غارقة في مشاعر

قلبي المهموم حزينة لصخبها

ضائعة لتيها ودوارها

وصدى المشاعر

قد طغت على شعرها

كأن أيام عمري الخاوية

قد مضت من سنينها

تاركة الكيان

في سجون الأسى

حزين لذكراها

من تأليف مجدولين