خاطرة الام خفية

خاطرة الام خفية

ضاقت بي الدنيا واحوالي الشقية
من عواصف حطمت كل امالي الابية
فايامي امست كغيرها تمضي بعصبية
ولا احد قادر على ردعها بحنية
اكابر حتى لا اسقط اوراق شجرها البالية
و اجدد نفسي حتى لا اذبل كازهارها الوردية
وابتسم كما يبتسم المغيب عند شروق شمسها المتعالية
ابكي بكاء الطفلة عند ابتسامتها الزكية
فقد أصبحت كالليل الطويل دامسة الوانها البهية
وامست داكنة عندما اختفت نجوم سماها الضوئية
انهمرت دموعي عند محاولتي انقاذها الخفية
فقد اصبحت كالشّتاء حزينة الونها الغربية
عندما تجمدت بالثلج سواعدها الشرقية
وعصفت الاحزان بقلبي عندما لامستها باصابع شقية
وعرفت انها ماتت منتحرة بانتهازية
وعرفت سبب استياء مشاعري البقية
فهاهي دفاتري المتالمة تشكي اخبارها الفريدة
لعلكم تساعدوها وتفرحوها فهي وردة ذهب عطرها الفتية
فكم من الدواوين كتبت لاجلك يا خالي بعناء
كم من قصائد سطرت لاجلك يا غالي بسخاء
حتى اضحيت اليوم جسدا بلا روح بقية
وغبت عن نفسي حينما احسست بالياس
ينسج حولي شباكه العنكبوتية
اه كم تداعت حياتي حين فقدته بلا حنية
واصبحت بلا معنى هذه السطور البقية
اه كم تالمت حين رحيله الابدي
حتى استحوذ علي هذا الشعور المقيت
اني اموت هل من منقذ لي يا ترى؟
وسالت الطبيب الخبير
هل من دواء لي ؟
لكن الطبيب بطبه مغرور
زعم انه يعرف الداء
ومستعد لاعطاء الدواء
لكني الان
تعبت العلاج وتناول الدواء الغريب
هل من طبيب ماهر يعطيني حلول سحرية ؟
صبري بدا ينفذ هل من شفاء لي ؟
وتدور الايام و العلاج اضحى بلا جدوى
اه كم قست علي الحياة بلا خالي
ودون ذكراك التي ترافق ظلي
اه من همسات كلماتي الذابلة
كذبول ايامي وهذه السنون الخاوية
اصبحت لا اعي ما حولي
وانا اخفي احوالي النفسية
اصبحت لا اسيطر على نفسي الكئيبة
وانا اتجرع احزاني الاليمة
دوما ... ها انا مجددا
اغرق في دوامة باسي
دوما يتلاشى حلمي فيختلط بياسي
هل الحياة تكرهني يا ترى ؟
لما تحقد علي اذن ؟
هل هي تنقم مني ؟ لكن عن اي ذنب افتعلت ؟
اه كم اشعر بسوء كبير اتجاه حياتي التعيسة؟
اني اتلاشى الا تشعر بي يا خالي؟
كم من مرة رددت كلامي هذا بمشاعر مخفية
كم من مرة غرقت في لجة الياس عميقا حتى
تنقطع انفاسي المتقية
هل من جديد تخبريني به يا ايامي البالية ؟
هل في الافق امل بعيد يا غمامي البيضاوية ؟
وهل سيزور حياتي الربيع الجميل؟
دوما اسال نفسي هذا السؤال المريع
ولكن الجواب اضمحل مع هذه الدموع المغرورة
كم اردت ان اكتم اهاتي المعنوية
وصرخاتي ولا اجعل احد بي يبالي
كم اردت تحطيم نفسي وقتل حالي
لكن لا احد بي يبالي
فانا مجرد حمقاء من هذا العالم البائس
تركت عند باب الاسى فاعتمرت الاحزان دروبي وسطرت الاشجان خطواتي
فاصبحت لا اعرف ما السؤال وما الجواب لاطروحة العقول المهتمة ؟
رايت ذات يوم شجرة صنوبر عملاقة تتمايل متبخترة بمشيتها
تلاعبها الرياح والقمر من عليائه منحني لها ضحكت
وقلت : عجبا ارى ان غرورك ايتها الشجرة الكبيرة
جعل القمر رفيق السهر كسيرا مهزوما يسقط جاثيا على ركبتيه ؟
نظرت الي نظرة ازدراء مجيبة اياي
قائلة بتعجرف واضح:وكم انتي جريئة يا فتاتي الصغيرة
تنظرين للمظاهر ولا تنظرين للمشاعر ؟
فاعتلت الدهشة محياي واجبتها مستغربة قولها: المشاعر! وضحي اذا سمحتي؟
فرايتها تتعرى وتتطاير اوراقها وتنزف وتبكي على حالها تماما كما بكيت قبلها
فعلمت انها تعاني المرارة بسبب كبريائها وعنادها
فاشفقت على حالها وواسيتها بدمع لطخ دفاتري واقلامي السوداء
فها انا ذا ابكي لبكاء شجرة ظننتها بغرورها
لن ارى دمعها ونزيف قلبها البائس!!
ها قد عادت مشاعر الياس تسيطر علي من جديد بجدية مرهفة بجدية الاحاسيس الشجية
من تاليف مجدولين