قصيدة طبيعة أشعلت بي الطروب
ـ وارض عشبية خضراء مثيــــــرة
إذا زرتها كئيبة نفست عني الكروب
ـ وأفقدتني مشاعر الحنين والأشواق
وأنستني تعاسة فراق الحبـــــــــــــيب
ـ وإذا سرت فيها تمددت تحـــتي
الأطيار والأزهار والأعشــــــاب
ـ وأشجار جعلت من نفسها حاجز
سدت عن طريقي رياح الجنـوب
ـ وإذا زرتها ودمعي في عينـــــــي
أزالت عني حريق اللهيــــــــــــــب
ـ وأعادت لعقلي معاني الصـــواب
وأعلمت فكري ببقية الجـــــــــواب
ـ فسبحانك ربي كنت ارحم للعبــــاد
سبحانك سويّتها جمالا للعالمين ربـــي
ـ وإذا انفجر بي بركان الغضــــــب
وتاهت قدمي سائرة بي في الضباب
ـ اشتعلت روحي ونفسي بجمر ملتهب
سرق مني المشاعر وسلب الخيال
ـ وأوقد شموع حمراء من التراب
واثارت من مشاكلي بلا حلول مصائب
ـ فهل يا ترى أجدبين السحب الممطرة
أسئلة كثيرة حاصرتني دون جواب ؟
ـ وإذا مشيت بمحاذاة النهر الخرير
شعرت ببهجة وأمدتني الأزهار بالطروب
ـ فما أجمل طبيعة بألوان الربيع
تزيح عني إحساس ومشاعر الغريب
ـ فإذا الشمس غابت عن ميداني
زاد بروحي السقم واحتجت للطبيب
ـ وإذا زرتها وأنا بهيجة مسرورة
زادت الفرحة والسعادة بقلبي الكئيب
ـ فإذا أمسى الليل غذت الأرض سوداء
والشمس غابت باحثة عن شيء مريب
ـ روض جميل إذا زاره إنسان غريب
تاه عنه الشعورومضى وحيدا في الضباب
ـ ولم يعرف قلبي طريق العودة والإياب
ولم يسال أصحاب الخطوب في الدروب
ـ وزهر كالقريب إذا رايته يرنو ملحنا
لم اشعر بأنه سجين بلا حارس ولا رقيبا
ـ فتلك جنتي الخضراء رمز البهاء
سواها من كان للعباد العالمين ربا
ـ ونهر له خرير جميل بمياه راكدة
فتارة يلقي علي مشاعر فيستلذ بها القلب
ـ وإذا زرتها وجدتها عروس الجمال في ثوبها
لكنها في غرفة رائعة بلا نوافذ و لا أبواب
ـ فاذا اشرق نور الصبح ازال عني حزن الشتاء
وسار يبحث مفتش عن ازهار الغربة
ـ في اماكن غريبة في عالم السحاب
ليس عليه من قيود ولا عتـــــــــــــاب
من تأليف مجدولين