الفصل الثامن : أشخاص من الماضي
هاهي حنين تفتح مذكرتها لتدون بعض أسرار قلبها فأخيرا سمحت لها الفرصة للكتابة فلقد انشغلت بأمور عدة وأهمها إن الدافع
من داخلها قد تبخر كما يتبخر الماء
لكن هاهو ذا قد عاد
لذا ستكتب هذه السطور كما لم تكتب من قبل اجل ستكتب قبل ان يتركها الإلهام ثانية ويختفي كما يختفي السراب
مذكرتي العزيزة ذكرياتي الغالية
ها أنا على وشك الولوج إلى ممر الذاكرة الغامض وكلي ندم لما سأفعله بك يا قلبي ها أنا أعيش هذا اليوم كما عشت أمس ولم يتغير شيئا ولا أظن انه سيتغير شيئا في الغد
ها أنا ذا أسند ظهري على ذلك السور المتهرئ الصدئ القديم
ظنا مني أنه قد يمحي بعضا من الحزن الذي يعتمر في داخلي ويعيد لي جزءا من فرحي لكن هيهآت هيهآت أن يرحل الحزن عني و يتركني وشاني أدبر أحوالي لأنه أصبح رفيقا لي رفيق لم احسبه يوما كالصديق فهو معي منذ ان رحلت يا خالي وتركتني اغرق في أحزاني رحلت يا من أسكنت كياني بالحاني فتركتني أسيرة في سجن أشجاني كيف أمكنك ذلك يا قاسي آن تتركني أعاني أفتقدك يا من ملئت الدنيا بأزهاري لكنك رميتني خلف ظهرك و ذهبت
كيف لك ان تتركني وحيدة في عالم كهذآ عالم تعرف انه سيقتلني حية فها انا ذا اموت ألف ميتة بفعلك هذا فاحتفظ بجثماني عندك
فقد راودتني ذكرياتي على مر الزمان على ذلك الشاطئ الذهبي فوقفت برهة عند هذا البحر الواسع أراقب تلاطم على الصخور أمواجه العاتية بحسرة وندامة فالوقت يمر لكني لا أشعر به ،،منذ رحيل ذلك الشخص الغالي تبلدت كل ذرة إحساس داخلي ،،لم اعد أشعر بشيء إن نفحات نسيم هذا الهواء مشبعة بقطرات الندى تداعب خصلات شعري تهزه حينا وتطيره بعض الأحيان محاولة التخفيف عني ببرودة نسيمها ناداني موج البحر وحثني على الاقتراب فنزلت إليه محاولة الاقتراب منه والتودد إليه عساه يرحمني بنسياني لكنه جرفني بعيدا وأغرقني في لجة عميقة لليأس
تحسست مياه موجه العذب عله يزيح ما بي بمائه البارد
ويسكن جراحي و بدأت أغوص شيء فشيئا إلى أعماقه الحالكة الداكنة علني ارتاح من هذا الهم في صدري لكن الحزن باغتني فجأة وأطبق علي حصار قوي ومنع عني الهواء وسلب ما تبقى من روحي أيا ذاك الغائب الحبيب أنقذني ودعني أتنفس أعدني للحياة فانا اختنق أتتسلى برؤيتي أمام نضرك انهار وأتلوى حزنا وألما يا خالي لما تعاقبني بشيء لم افعله لما يعجبك حالي وأنا أعاني ها أنت ذا ترحل أمام بصري مجددا لوهلة اشعر بأن الحلم قد تحقق واني بجوارك لكن صوت الطبيب أعادني للحياة لابد لي من الاستيقاظ من الأوهام أقرص نفسي لأتأكد أنني مازلت على قيد الحياة فجأة انتفضت من الألم والأنين في قلبي فعرفت أن حزني لم ينجلي و لم أجني شيئا إلا إيلام خديّ وضياع الوقت مني أضعت وقتي لشخص قتلت ذاتي لأجله
و أنا من غيرت حياتي كلها ليعود إلي لكنه تجاهلني مرة أخرى
و نفض يديه مني ببرود كانه لا يعرفني تجمدت مكاني للحظات وعرفت في النهاية انه لن يعود
حتى ولو كان آخر شيء كآن طرا في بآلي رحيله
تحطم فؤادي ونزف قلبي و جرحت كثيرا ًيا خالي
جروح لن تشفى مع مرور الزمن
و ليس هنالك من علاج لها عشت في ظلمة كبيرة وما زلت أعيشها
و ألم وجدي يعتصرني بشدة
أأبكي على شخص لم يفكر قط بي !!
أم ابكي على حالي!!
التي تغير منذ رحيله!!
آهات أطلقها.. زفرات ابعثها ..
و عبرات تخنقني و بكاء أجش حتى العيون ملت من كتمانها توقفت عن البكاء بل بالأصح قد جفت الدموع من العيون فما نفع أن أبكي على أشياء من الماضي
أشياء ضاعت مني على أشخاص اختفوا كما يختفي السراب إني أعاني بهذا القدر البائس الذي رفض منحني تذكرة وداع
لذا قررت أني لن اسكب دمعة بعد الآن وان البكاء لن يفيدني بشيء مهما طال الزمان
سأظل كاتمة لمشاعري داخلي
و لن اسمح لها بالخروج أمام الناس أبدا إني انهار ألا تراني يا حبيبي الغالي فهل اقدر السيطرة على نفسي ؟؟
بالطبع لن اقدر فانا قد أصبحت ضعيفة بمرور السنين سأتلاشى وقلبي لا زال حزين
فالقصائد التي اكتبها تفرغ بعض همي وتزيل غيم عيني وتقمع نفسي من الانهيار
وأمواج البحار قد أخذت انهار جارفة معها كالسيل كل اختيار
في حياتي اليأس صار ساكنا داخلي
والحزن لم يعد الآن يزعجني
فالشمس على وشك الزوال والمد يرتفع ليطاول الجبال ونفسي يختنق وذاكرتي تتشوش تطلب النجدة لكن لا احد في الجوار إني أموت وما من طبيب هنا ليداويني وبهذا الكلام أغلقت مذكرتي وقد سالت دموعي لتشوش رؤيتي
.................................................................................................................................... نهاية الفصل